top of page

شركات نفطية: وفرة المعروض تنحسر ببطء مع تسارع الإنتاج ... الصخري

  • صورة الكاتب: mfazarabia
    mfazarabia
  • 27 يوليو 2016
  • 5 دقيقة قراءة

واصلت أسعار النفط الخام انخفاضاتها السعرية الحادة وهبطت إلى أدنى مستوى منذ أيار (مايو) الماضي وذلك بسبب استمرار حالة وفرة المعروض وتنامي المخاوف من تأخر تعافي الأسواق إلى جانب تسارع إنتاج النفط الصخري من جديد ووفرة المخزونات

وأسهم في تعزيز حالة انخفاض الأسعار وصول إنتاج دول أوبك إلى مستويات قياسية في الارتفاع وتزامن ذلك مع تعافي سريع في مستوى إنتاج كندا وعودته إلى مستوياته الطبعية بعد تجاوز تداعيات حرائق الغابات والتسربات النفطية

واهتمت السوق بالمباحثات المهمة التي أجرتها روسيا مع دول رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان" خاصة أنها ركزت على التعاون في مجال الطاقة معتبرين أن الرابطة وهي تضم عشر دول من أعلى دول آسيا في النمو السكاني خاصة إندونيسيا وفيتنام والفلبين ستكون محور الطلب على الطاقة في السنوات المقبلة وموضع تنافس كبار المنتجين خاصة روسيا ودول الشرق الأوسط

وتراجعت المخاوف بشأن تداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا خاصة مع تأكيد حكومة أنقرة على تأمين الاستثمارات الخليجية في تركيا التي تتجاوز 15 مليار دولار منها ستة مليارات دولار استثمارات سعودية، كما نجحت الحكومة في تأمين ممرات الطاقة خاصة المضايق التركية

وفي هذا السياق، قال لوران فيفيير مدير مشروعات الغاز في شركة "توتال" العالمية للطاقة لـ"لاقتصادية" إن تعزيز الشراكة وتنمية الاستثمار في الأسواق الرئيسة للطلب أصبح أمرا حيويا وجوهريا، مشيرا إلى أن "توتال" تولي أهمية خاصة للسوق اليابانية وهي ثالث أكبر مستهلك للطاقة في العالم

ونوه إلى أن "توتال" تسعى بقوة إلى تعزيز وجودها في اليابان نظرا لكونها أيضا أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم وتولي أهمية خاصة لبلورة برامج وأطر لتعاون طويل الأمد مع المشترين للغاز الطبيعي المسال خاصة الشركات الرائدة في اليابان مثل شوغوكو الكهربائية التي يعتبر التعاون معها عنصرا رئيسا من استراتيجية العمل في شركة توتال

وأضاف أن "توتال" وقعت ثالث عقد طويل الأجل هذا العام مع شركة "شوغوكو" ويتضمن العقد توريد مباشر لامدادات الغاز الطبيعي المسال لمدة 17 عاما اعتبارا من عام 2019 وبموجب الاتفاق ستزود "توتال" شركة شوغوكو الكهربائية بنحو 0.4 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في السنة

وقال إن منظومة الطاقة في العالم تتجه إلى زيادة الاعتماد على الغاز، كما أن صفقات الغاز الطبيعي المسال ستشهد رواجا أكبر في السنوات القادمة نظرا لرخص تكلفته ونظافته كوقود آمن، مشيرا إلى أن هذه اتفاقية ستكون بداية لتوريدات أوسع من "توتال" إلى شركات الكهرباء الإقليمية اليابانية الكبرى، منوها إلى أن "توتال" تعتبر شريكا موثوقا به في مجال توريد الغاز الطبيعي المسال منذ 40 عاما تقريبا إلى اليابان

من جانبه قال برنارد لوني المدير التنفيذي لمشروعات المنبع في عملاق الطاقة بريتيش بتروليوم "بي بي" لـ"الاقتصادية" إن نتائج الربع الثاني للشركة كشفت عن وجود خطط جيدة لمشروعات منبع جديدة تضيف طاقة إنتاجية بنحو 800 ألف برميل النفط المكافئ يوميا بحلول عام 2020 ومن المتوقع أن تكون هناك مشروعات جاهزة بحلول نهاية العام المقبل بنحو 500 ألف برميل نفط مكافئ

وأشار إلى أن شركة "بي بي" نجحت خلال الربع الثاني في إجراء بعض عمليات الدمج وتشكيل شركة نفطية نرويجية مستقلة جديدة كما نجحت "بي بي" بالتعاون مع عملاق النفط الروسي "روسنفت" في وضع اللمسات الأخيرة على المشروع المشترك الجديد لإجراء الاستكشافات البرية في منطقة سيبيريا الشاسعة

وأوضح أن "بي بي" تقاوم ظروف السوق من خلال اقتناص عديد من الصفقات المميزة التي تعزز المركز المالي للشركة ومنها مشروع توسعة محطة للغاز الطبيعي المسال في إندونيسيا، إضافة إلى مشروعات إنتاج الغاز من الحقول البحرية في مصر ومشروعات أخرى للغاز الطبيعي في خليج المكسيك بالولايات المتحدة إلى جانب تطوير المرافق والبنى التحتية

ومن ناحيته قال سيفين شيميل مدير شركة "في جي اندستري" الألمانية لـ"الاقتصادية" إن حالة وفرة المعروض تنحسر ببطء شديد ولا تزال مؤثرة بقوة في السوق خاصة في ضوء الطفرة الإنتاجية التي تحدث حاليا بقيادة دول أوبك خاصة العراق وإيران، ما يعزز المعروض النفطي الذي جاء متواكبا مع نشاط منصات الحفر الأمريكية وتعافي الإنتاج الكندي وعودته إلى مستوياته الطبعية بأسرع من المتوقع

وقال إن نجاح خطط تحفيز الاقتصاد في الصين واليابان سيكون لها انعكاسات إيجابية على مستوى الطلب وبالتالي تعافي وتوازن الأسواق، كما أن الدول النامية خاصة من أعضاء رابطة آسيان سيكون لها تأثيرات واسعة على السوق بفعل النمو السكاني المتسارع وازدياد الحاجة إلى الطاقة ومن ثم تسعى روسيا وكبار المنتجين إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع هذه الكيانات الاقتصادية المؤثرة على مستقبل سوق الطاقة

وأضاف أن الشكوك بشأن معدلات النمو في عديد من الدول تؤثر على سوق الطاقة خاصة في ضوء تصاعد الهجمات الإرهابية في اأوروبا وفي ليبيا ونيجيريا، مشددا على أهمية التعاون الدولي على تعزيز النمو الاقتصادي وتجاوز الآثار المترتبة على أحداث كبيرة مثل الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي

من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، سجل النفط أمس أدنى مستوى منذ أيار (مايو)، حيث هبط مقتربا من 44 دولارا للبرميل تحت ضغط المخاوف من تأخر عودة التوازن الذي طال انتظاره إلى السوق بسبب تخمة المعروض

وما زال خام القياس العالمي مزيج برنت مرتفعا بأكثر من 60 في المائة عن أدنى مستوى في 12 شهرا الذي بلغ ما يقارب 27 دولارا للبرميل في كانون الثاني (يناير) الماضي لكنه تراجع بفعل مؤشرات على أن تخمة المعروض من الخام في الأسواق ستستمر في الوقت الذي تثير فيه حالة التوتر الاقتصادي مخاوف بشأن الطلب على النفط

وجرى تداول خام برنت بسعر 44.49 دولار للبرميل منخفضا بواقع 23 سنتا. وهبط الخام إلى 44.28 دولار للبرميل خلال التعاملات مسجلا أدنى مستوى منذ العاشر من أيار (مايو) الماضي. وانخفض الخام الأمريكي 36 سنتا إلى 42.77 دولار للبرميل بعدما نزل إلى أدنى مستوى منذ نيسان (أبريل) في وقت سابق

وتراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية يوم الثلاثاء مواصلة خسائرها لليوم الثالث على التوالي، وسجل الخام الأمريكي أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، بفعل تجدد مخاوف تخمة المعروض في أكبر مستهلك للنفط بالعالم في ظل تسارع إنتاج النفط الصخري ووفرة مخزونات الخام

وتراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 42.70 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 43.05 دولار وسجل أعلى مستوى 43.35 دولار وأدنى مستوى 42.58 دولار الأدنى منذ 26 نيسان (أبريل) الماضي

نزل خام برنت إلى مستوى 44.40 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 44.76 دولار وسجل أعلى مستوى 44.94 دولار وأدنى مستوى 44.27 دولار الأدنى منذ العاشر من أيار (مايو) الماضي

وانخفض الخام الأمريكي أمس الأول بنسبة 2.7 في المائة في ثاني خسارة يومية على التوالي، وفقدت عقود برنت "عقود سبتمبر" نسبة 2.3 في المائة، بفعل ارتفاع منصات الحفر والتنقيب في الولايات المتحدة لأعلى مستوى في أربعة أشهر

وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 16 في المائة منذ مطلع تعاملات حزيران (يونيو) الماضي بفعل تجدد مخاوف تخمة المعروض العالمي مع عودة الإنتاج في كندا لمستوياته الطبعية واستمرار ضخ منظمة أوبك لمستويات قياسية من الإنتاج خاصة مع تسارع الإنتاج الإيراني

وعلى حسب بيانات إدارة الطاقة الأمريكية الصادرة الأسبوع الماضي زاد إنتاج النفط إلى 8.5 مليون برميل في ثاني زيادة أسبوعية على التوالي، ومن المتوقع أن تظهر بيانات هذا الأسبوع ثالث زيادة أسبوعية على التوالي، خاصة بعد زيادة المنصات العاملة في منطقة حقول النفط الصخري

وبالنسبة لمخزونات الخام في الولايات المتحدة سجلت الأسبوع المنتهي 15 تموز (يوليو) إجمالي 519.8 مليون برميل وهو أعلى بنحو 100 مليون برميل من متوسط المخزونات خلال السنوات الخمس الأخيرة. من جانب آخر تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 41.35 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 41.71 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني انخفاض حاد له على التوالي، وأن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة بسعرها في منتصف شهر تموز (يوليو) الجاري الذي سجل 43.24 دولار للبرميل

(صحيفة الاقتصادية)


 
 
 

تعليقات


أحدث المقالات
الأرشيفات
bottom of page